الجمعة، 9 مايو 2014

شهادة للأستاذ محمد زتيلي





من لم يقرأ المجموعات الشعرية للشاعر شوقي ريغي فإني أدعوه لقراءتها من أجل اكتشاف شاعر كبير ذي تجربة تبني نفسها بهدوء وثقة وتألق يوما عن يوم، لغة وعوالم متجددة وصورا شعرية خاصة، وخاصة خاصة الموضوعات التي يتقن اختيارها ويبدع في أسلوب تناولها.

تحية صادقة لواحد من شعراء قسنطينة والجزائر المتميزين، ومزيدا من الهدوء والصخب والعمق، فشوقي قادر بمواصلة العمل الذي يقوم به على حفر الأخدود المنتظر في أرض الإبداع الشعري العربي


أ.محمد زتيلي

قسنطينة : 09/ماي/2014

ديوان الشمس والشمعدان, منشورات فاصلة, 2013.



الشمس والشمعدان



فتاة النار: شوقي ريغي.





فتاة النار: شوقي ريغي








لا تتلفتي: شوقي ريغي


الشمس والشمعدان بعيون ماحي بلعيد

بسم الله الرحمن الرحيم

أتذكر جيدا ذلك اليوم البعيد، كنا في ملتقى بمدينتي سيدي بلعباس وكنت أجلس بالقرب من الشاعر شوقي ريغي، وأسمع منه صوت أحزاني يأتي من الغيب ليفاجئني بالدخول إلى زمن الدهشة
كان الشاعر يقرأني وهو يقلب صفحات من مخطوطه الشعري " الشمس والشمعدان "، الكل ينصت، بما فيهم زهير عبيد شارف، قتيل الجسر الذي أحببته من مغارة الدم
"الشمس والشمعدان"، أية قصة هذه التي تأخذني إلى حدود المستحيل، تنبأت أن المخطوط ليس سوى قصائد أخرى كالتي رأيتها في حبيبة الشاعر، ثم صحوت فطلبت اللجوء الأساسي*، وجهتان وطريق*، فهل هناك من يسمعني*؟.
 وصلني المخطوط عبر الايميل، من الشاعر نفسه، لكن شغلتني عنه شواغل الحياة، وأخذتني منه مشاكلها التي لا يشغلها عني شاغل، إلا أني في كل مرة كنت  أعود فيها إليه، أعود إلى نفسي المثقلة بالبكاء، ربما لان هذا المخطوط يشبهني، أكيد أنه يشبهني، فهو جزائري المولد، قلق، - متنرفز- وجميل،،، مثلي.
المخطوط – المولود الذي لم يولد بعد- كان لي شرف التعرف عليه عن قرب، لقد جلست معه كثيرا ، شربنا قهوة الشتاء معا، وسهرنا معا، حدثني عن "الهوة" وكيف همست̊ لزهير أن:
لا تعبر من هذا الجسر
لا ترشف من هذا الزهرِ
لا تعشق في هذا العمر
وخبرني عن (وراء الرمل)*، وعن 1992*، و محمود درويش، والبحار،وأحمد باي، والشاعر، و رثاء الضوء المفترض.
الحديث عن هذا المخطوط يأخذني إلى سيرتا، مدينة السماء، وأيام الاحتفال بالخمسينية المؤلمة، والموجعة بما تحمله من خيبات متتالية على مدار خمسين جرحا، يأخذني إلى شواطئ سكيكدة، والخوف الذي يملؤني عندما أتذكر آلة التصوير التي كانت تراقبنا أينما ذهبنا، ثم رحلت في صمت ثقيل، يأخذني إلى ملتقى شطايبي، إلى واد النمل، إلى حادثة الصنبور، ثم يعيدني في لحظة سحرية إلى الملتقى الوطني للأدب والفكر الذي أقيم في مدينة سيدي بلعباس.
عندما أتممت قراءته، عزمت على أن أبشر عشاق الأدب بقدوم مولود جديد، من أب جديد، ربما سيجده أحدكم مرميا في المكتبات التي أصبحت تهتم- فقط- بحوليات الباكالوريا، وقاموس اللغة الأجنبية، وثقافة الطبخ، وكيف تصبحين جميلة، ربما تجده هناك يسألك أن تنتشله من ذلك الدكان المنمق بالكتب، لا تساوم، وخذه:
بعيدا عن صحارانا
بعيدا بعد هذا الوقتْ
بعيدا بعد أن نبني لنا
أوثانَ من اسمنت
ستسألك البراءة عن بريء كنتَ قد ضيّعت
وتسألك البراعم من أنا ؟
.فتجيبها بالصمت


بقلم ماحي بلعيد                                                                            
                              

الشمس و الشمعدان مخطوط شعري للشاعر الجزائري شوقي ريغي
زهير عبيد شارف هو قتيل جسر مدينة قسنطينة والذي يذكره الشاعر في قصيدته مغارة الدم



الشاعر شوقي ريغي

أخيـــــــــــــرا




أخيرا
---------
-
-
وسكّوا عجزنا عجلا
وقالوا ها هوَ اللهُ!
وساقونا .. قرابينا
لأنّا ما عبدْناهُ!
ولم نلمسْ قضاياهُ
ولم نحفظ وصاياهُ
ولم نشعرْ بهيبتهِ
لنسجُد حينَ نلقاهُ
. . .
وكنّا قد رأينا جأشه ذيلا على ورقِ
عبرنا البحر مرّاتٍ
وأسلمناه للغرقِ
ولمّا عاد, والحلم الذي أرعاهُ في حدقي
تلقّفهُ .. وقدّمه
لإسرائيلَ في طبقِ!!
. . .

بلا إذن لذاك الرب إنا سوف ندخلُهُ
ولو آوى إلى ميعادنا يوما. سنأكلُهُ!!
ونلبسُ جلدَه نعلا
ونعلُكهُ .. ونتفلُهُ
ونسحَلُ فوق جبهتهِ
ونُخصيه .. ونركلُهُ
(ونشهد) أنّه العبدُ
ونُعلن أنّه الوغدُ
فلم يَأمن له ودُّ
ولم يصدُق له عهدُ
ولما حوصِرت بغدادُ لم يُسمع لهُ ردُّ
ولم يُرفعْ لهُ بندُ
ولم يثبتْ له جندُ
يقيلُ العدلَ ثمّ يقيم في أذهاننا رعبَا
. . .
ولم أحفل به جارا!
فكيف أطيقه ربّا؟
. . .

 (هرمنا) وانكمشنا واهترت أبداننا شيبا
وآن اليوم أن نعصي المدى المكتوب والغيبَ
وهذا الكفر ...
غادرْ أرضَ أحلامي
وهاكَ النّحرْ
وزولي يا سنين القهرِ
غوري يا سنين القهرْ
تغذّيْ بالجماجم كي أرى معبودتي في مصرْ
أقبّلها ...
وأدنيها إلى حضني

... فإنّي حرّ.