الكتابة عن العشرية السوداء مصالحة روحية
صدر عن منشورات "فاصلة" أول رواية للشاعر القسنطيني شوقي ريغي والموسومة بـ "لم أكن ميتة قبل لقائك" حيث تسرد حياة شاب يتوّرط في أحداث العشرية السوداء وهو رافض لما يحدث. وقال الشاعر شوقي ريغي بأن الكتابة عن مرحلة العشرية السوداء، تعد بمثابة مصالحة روحية مع الماضي وهي ضرورة نفسية لتجاوز الألم الحاصل عنها، معتبرا ذلك إكمالا لمسيرة المصالحة الوطنية والتي تمت عسكريا "فوظيفة الكاتب أن يكرسها أدبيا". وتتحدث الرواية عن حياة شاب يعيش في إحدى عمارات حي "السيلوك"، و يمثل هذا الحي النقطة الفاصلة ما بين الامتداد العمراني الفرنسي والمناطق التي تم بناؤها في مرحلة الاستقلال، و تحاول الرواية أن تبرز انفصام الشخصية و ازدواج الحياة التي تمخضت عنها أحداث العشرية السوداء.
و ذكر الشاعر بأن رواية "لم أكن ميتة قبل لقائك"تعد الثالثة، لكنه لم ينشر الروايتين السابقتين نظرا لقناعته بضرورة نشر الأعمال الجيّدة والتي يثق كاتبها بأنها ستكون إضافة للساحة الأدبية بشكل عام.  وفي تعليله للتحوّل لكتابة الرواية بعد صدور عدة دواوين شعرية له، قال صاحب ديوان "الدوران "أن الشعر أصبح لا يصل إلى أهدافه، وأضحى يتحدث بلغة معزولة عن المجتمع مضيفا أن الشعر سيبقى كحالة إنسانية ويستمر، لكنه لم يعد يملك القدرة على التغيّر.
الشاعر القسنطيني قال أن الشعراء الناجحين في الوطن العربي بمقياس الشهرة والمبيعات هم شعراء يكتبون بلغة تقريرية وخطابية تجعل الجماهير الغفيرة تفهمهم، وتقام لهم مهرجانات مخصصة لسماع أشعارهم" فكيف تفسر أن يحتفل بالشاعر هشام الجخ في الجزائر في حين لا أحد يقرأ أشعار الشاعر عثمان لوصيف". وقال شوقي ريغي أن الرواية لديها القدرة على الانتشار ومخاطبة الآخر ، مضيفا بأن الشعر محلي أما الرواية فلديها القدرة على الوصول إلى العالمية، لما تملكه من قدرة على الانتشار من خلال الترجمة، مشيرا إلى أن الجزائري مازال يعتبر غريبا في الوطن العربي وفي العالم، لأنه لم يتمكن من التسويق للغته وأدبه و حتى لم يستطع التسويق لتراثه بالطريقة المناسبة.
و عن تجربته في إنشاء دار نشر، قال بأن المشروع في بدايته وهدفه الأساسي تكريس الكتاب في الجزائر.
محدثنا اعتبر الخطوة بمثابة محاولة لكاتب عانى طويلا من ممارسات دور النشر الجزائرية، حيث واجهته معيقات كثيرة في بداياته مع عالم الكتابة والنشر، و أردف موضحا بأنه  شعر على إثرها  بمعاناة  كبيرة وهو ما اضطرته إلى إنشاء دار تهتم بالأدب والثقافة بعيدا عن الاعتبارات التجارية.  وأثنى شوقي ريغي على الدور الذي لعبته وزارة الثفاقة في إنشاء دار منشورات فاصلة كما أضاف أنه لاحظ في خلال محاولته إنشاء هذا المشروع الأدبي الفتي أن هناك أطراف عديدة ترفض فكرة وصول الكتاب للمواطن الجزائري.

                                                      حمزة.دايلي (جريدة النصر)